الزنج – جمعية اقرأ لعلوم القرآن
قال فضيلة السيدهاني المعلم، خلال مشاركته في فعاليات الليلة الرابعة من نهائيات مسابقة اقرأ القرآنية (١٢)، فرع الشباب (تلاوة)، بتاريخ ٣ ديسمبر ٢٠١٨م، إن “وسائل التواصل الاجتماعي فعلا هي عالم كبير وواسع وفضاء اصبح اليوم جزءا من حياة كل واحد منا”.
وأضاف أن “أهم ايجابية هي أن مواقع التواصل أصبحت فرصة كبيرة للدعوة والتبليغ، وقد يكون هذه الايام التبليغ في مواقع التواصل له أثر أكبر من اي مكان ثان؛ لذلك في هذه الايام يجب على كل واحد منا ان يكون له حساب على هذه المواقع، وان يمارس دورًا تبليغيًا من خلاله
♦ وهنا أبرز ما طرحه المعلم في كلمته:
وسائل التواصل الاجتماعي فعلا هي عالم كبير وواسع وفضاء اصبح اليوم جزءا من حياة كل واحد منا.
قبل ١٠ سنوات لم تكن بهذا المستوى، كان من لا يملك حسابًا على الفيس بوك كأنه خارج هذا الفضاء.
فيسبوك اليوم، مع العلم انه ليس الموقع الاول في التواصل في البحرين، ولكن على المستوى العالمي هو دولة كبرى، مليار مستخدم لهذا الموقع، أي لو كان دولة لكان ثالث أكبر دولة في العالم بعد الصين والهند، من حيث عدد السكان.
كذلك “تويتر” بلغ متابعوه ٣٥٠ مليون مستخدم تقريبًا، ٥٠ ٪ منهم لم يكتب تغريدة واحدة (ربما حسابات وهمية او حسابات للمتابعة فحسب)، لكن على رغم ذلك فالدراسات تقول لو جمعت التغريدات في كتاب لتكون من ١٠ ملايين صفحة!
اليوم السوشل ميديا موجود فيه سعة للسيطرة على الناس والدخول في خصوصيات حياتهم لكي يجعل منهم راضين عن حياتهم.
اكثر الناس ما يريدون حصوله من وراء النشر هو الحصول على اكبر عدد من الاعجاب.
سلبيات مواقع التواصل :
اناس في الواقع الحقيقي يحملون هوية وفي موقع التواصل يحمل هوية افتراضية اخرى، اصحاب الهويتين مشكلتهم انهم ليسوا اصحاب رأي فلا تستطيع ان تتعامل معهم.
دراسة أجرتها مجموعة من البحرين سئل فيها الشباب: كم من الوقت تقضيه على وسائل التواصل؟ فجاءت النسبة اكثر من ٨٠ ٪ يقضون اكثر من ٤ ساعات يوميا، ولو كان هذا الوقت لتصفح امورًا ايجابية لكان جيدًا، ولكن ماذا لو كان تصفحًا سلبيًا؟
سابقًا كان الاتصال بالجنس الاخر على قدر كبير من الصعوبة ولكن مع انتشار مواقع التواصل ذابت هذه النظرة.
يصبح الكل في مواقع التواصل بمستوى واحد، المثقف والأمي، الصغير والكبير.
– تصبح الإساعة وكأنها واقع وحقيقة.
– الحكم على النوايا، والتعدي على الخصوصيات.
– 80 ٪ من المحتوى نسخ ولصق.
– الانشغال الدائم حتى داخل المسجد.
إيجابيات وسائل التواصل :
✳️ تمرير رسائل ذات فائدة.
❇️ تسريع التواصل وتقليل الوقت.
✳️ الانفتاح على المعلومة بشكل أسرع.
❇️ التعرف على ثقافات مختلفة.
✳️ باب للدعوة والتبليغ.
اهم ايجابية هي أن مواقع التواصل أصبحت فرصة كبيرة للدعوة والتبليغ، وقد يكون هذه الايام التبليغ في مواقع التواصل له أثر أكبر من اي مكان ثان؛ لذلك في هذه الايام يجب على كل واحد منا ان يكون له حساب على هذه المواقع، وان يمارس دورًا تبليغيًا من خلاله.
♦ ومن هنا نذهب الى عدة توصيات سريعة:
رتب أولوياتك:
رتب اولوياتك في التعامل مع هذه المواقع: لماذا سأدخل؟ لماذا أنا موجود فيها؟ ماهو أثري؟ اذا كان للمتابعة ولقراءة الاخبار ومعرفة الجديد هذا ممكن ان يتحصل من اماكن اخرى، وليس من المطلوب انك تعرف كل شيء بشكل سريع جدًا، لكن عندما تصبح الاولوية هي ان اقدم محتوى وان ارفع شبهة وان اعطي فائدة وثقافة الى الاخرين فهذه هي الاولوية التي ستجعلك عاملًا فاعلًا اكثر في مواقع التواصل.
جرب فترات الانقطاع
لكي لا تصبح مواقع التواصل اماكن للادمان اكثر من الكحول والمخدرات وما شابه، نجعل لنا فترة انقطاع عنها، بمعنى اني لا ابقى دائمًا موجودًا على موقع التواصل، بحيث انني اذا لم اضغط على زر البدء اصاب بخلل داخلي، البعض كأن يده تؤلمه اذا لم يضغط زر الموبايل، على الاقل يضغط الزر ليرى الساعة ومن ارسل والخ.. ليس ضروريا مثل هذا الامر.
فلتر” المتابعة
ولا تجعل من الكوارتين مشاهير. بعض الناس اصلا داخل عقله فراغ شاسع كبير، لا يمتلك شيئا من ثقافة ومعرفة ومن اي نوع من الفائدة، لكن يمتلك نوعًا من كوميديا ساخرة ليست ذات معنى، يمتلك نوعًا من الابتذال، يمتلك نوعًا من عدم الحياء نحن نجعله حاضرًا، ونجعل له قيمة ووجودًا عبر متابعته.
فلتروا متابعاتكم ومن تتابعونهم، اي كارتون (مع السلامة)، انت لا تحتاج اليه، انت تحتاج ان تبني نفسك، لا ان تصير في موقع تعطي من لا يحمل شيئا من الفائدة الى الناس موقعًا، هؤلاء لاحقًا يصبحون اصحاب رأي ومكانة يؤثرون على دعوتك ووجودك وعلى اي شيء تقوم به.
استفد من الانترنت:
انفتح على الانترنت وانفتح اكثر على المواقع الاخرى، بعض المواقع التي هي مواقع مؤسسات واشخاص اصبحت زيارتها قليلة جدا، الناس اذا ارادت شيئًا ذهبت الى مواقع التواصل، واذا لم تجد فيها ما تريده تتوقف وكأنما المعلومة ليست موجودة، اذهب الى مواقع اخرى، الانترنت ليس مواقع تواصل فقط، انفتح على مواقع ثانية.
اصنع لنفسك قوانين وضوابط
تذكر أن الله سبحانه مطلع، الله سبحانه وتعالى يرى، الله سبحانه وتعالى يراقب، فكل مكان انت تدخله، ليس الانترنت فقط من يراقب، هناك اناس يخافون من الانترنت اكثر من خوفهم من الله (سبحانه وتعالى)!
ذات مرة جاءني أحدهم قال: أنا أريد أن أتوب، قلت له: الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة من كل فرد، فقال لي: ولكن (غوغل) لا ينسى، لأن كل ما فعلته محسوب، أي موقع دخلت، وفي أي وقت، وماذا فعلت؟ ماذا تصفحت؟ ماذا رأيت؟ كله مرصود!
قلت له: الله سبحانه وتعالى يجعل (غوغل) ينسى، فإذا كنت خائفًا من (غوغل) ومن بقية المنصات هذه، الأجدر أنك تخاف من الله سبحانه وتعالى، وقد يكون الخوف من الله سبحانه دافعًا لان نكون اكثر انضباطًا ورعاية للقوانين داخل مواقع التواصل.
احبتي.. في النهاية:
مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين ولكن بامكاننا ان نجعله سلاحًا ذا حد واحد، ونحن جديرون بذلك، والناس متعطشة، احيانًا “ستوري” واحد يشاهده ٣ آلاف، وهذا العدد لا تحصله في اي مكان، اي الفعاليات التي يجتمع فيها داخل المسجد وداخل المأتم مثل هذا العدد؟ لا تستطيع جمعها.
لذلك عليّ ان اركّز، فهذا ميدان وفضاء ثانٍ استطيع ان اؤثر فيه، والناس متعطشة لان يكون أحد موجود فيه ويؤثر بشكل كبير ، تراهم يتابعون من لا عندهم شيء؛ الفارغين الذين ليست لديهم اية ثقافة، لا في جانب ديني ولا جانب غير ديني، الخالين من كل شيء، والناس تتابعهم.
والناس تدخل الى مواقع التواصل الان ليس لاجل ان تتابع شيئا وتريد ان تعرف شيئا، لا، الناس تدخل لمواقع التواصل لانها تعودت يوميا ان تدخل في كل مكان، في السيارة، وفي البيت، وفي الشغل، وفي كل مكان موجود الموبايل في يدي واستطيع ان ادخل.
♦ اقتراح الى الجمعية المباركة
واتصور انه في ذهنهم، ولكن للتنشيط، للتبليغ القرآني، ممكن انكم كجمعية لديكم حسابات على مواقع التواصل، لابد ان تكون كلها نشطة بشكل كبير (يعني مو بوست اليوم وخمسة اسابيع بوست ثان، لا) الناس تحب ان تتابع بشكل مستمر.
كما نقترح عليكم للتبليغ القرآني ان تنشروا عرضًا لحقائق قرآنية، قصة قرآنية، معاني مفردات، علوم قرآن، تصحيح قراءة، سورة واحدة وتتم الإشارة الى مواطن الخلل التي توجد بكثرة عند الناس ويلتفتون اليه، قصص قرآنية؛ الاطفال يحبون القصص، وقراءتها بطريقة صحيحة.
تنشيط التبليغ القرآني من خلال هذه المؤسسة سيعطي فائدة كبيرة جدًا، ولا نريد الاقتصار على اعلانات المؤسسة وفعالياتها وما قامت به، نريد ان ننفتح بشكل اكبر على التبليغ القرآني وخصوصا ان هذا لا نراه في مواقع التواصل التي يزورها اكثر الناس في البلد.
الاحبة هذا العام استحدثوا شعارا ممتازا هذا الشعار: “احفظ بوعي ورتل بتدبر”، شعار جميل جدًا، جعل المشار كين في هذه المسابقة لا يكون المطلوب منهم فقط ان يحسنوا الاداء في تلاوة القرآن بل ان يتدبروا في معانيه ويعرفوا مفردات الكلمات القرآنية.
نحن نشد على ايديهم ونطلب منهم الاستمرار ونطلب منهم المواصلة في هذا العمل القرآني المميز، والا يكون هذا العمل في ضمن اطار مبنى الجمعية، وانما يكون في كل مواقع التواصل.
ولابد ان ندعمهم ونشجع اعلامهم ونشجع حساباتهم، ننشرها، ونجعل الناس يعرفون ان هنا جمعية مهتمة بالقرآن، تعمل لاجل القرآن، تخدم القرآن وتوصل المعلومة القرآنية بشكل مناسب وجميل الى طلابها.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله الطاهرين.
جميع الحقوق محفوطة لـ جمعية اقرأ لعلوم القرآن