الزنج – جمعية اقرأ
افتتح الباحث القرآني سماحة السيد محيي الدين المشعل نهائيات مسابقة “اقرأ” (12)، وذلك مساء الخميس 29 نوفمبر 2018م، مدشنًا الليلة الأولى التي تضمنت نهائي الحفظ لفئة البراعم والناشئة واليافعين.
وهذا أبرز ما طرحه سماحته في كلمته:
الجانب الأخلاقي أحد مظاهر التربية القرآنية، كل جانب من جوانب الإنسان يمكن أن يُربّى قرآنيًا..
“ويزكيهم” أحد معانيها الزيادة من (الزكاة)، أي أن الرسول (ص) يزيدهم إيمانًا وتقوى وعلمًا وأدبًا وقدراتٍ مختلفة.
في كل آية هناك مجموعة دروس وقيم تربوية، ربما تكون في الجانب العقدي، وربما البدني، أو الإداري، أو الجمالي أو الذوقي والسلوكي، وإلى ما ذلك.
مثلًا، البسملة:
ما هو المعلَم التربوي للبسملة ما بعد معرفة الشرح؟ البسملة تربي عدة جهات، منها: الرحمة؛ إذ نُكرر فيها لفظتين من ألفاظ الرحمة بصيغة المبالغة، ثم نُحرّك الرحمة في واقعنا.
ماذا تريد أن تصنع البسملة في واقع الإنسان؟ تريد أن تركّز بعدًا اجتماعيًا وأخلاقيًا؛ هو الرحمة، وهذا البعد تربوي.
وهناك جانب آخر تركزه البسملة؛ هو شدة العلاقة بالله تعالى، ترقى بالإنسان حتى يعيش الارتباط دائمًا، لا يتحرك إلا بقول: “بسم الله الرحمن الرحيم”، وهي تربية عرفانية. فكلما كان الإنسان أكثر معرفة كان أقدر على استنباط دروس في جوانب معينة.
♦ لماذا نبدأ باسم الله؟
لأنه رحمن رحيم. وكما يقول العلماء: “الوصف مُشعِرٌ بالعلّيّة”، أي: إنما نحن نبدأ باسم الله لأنه يتميز بالرحمانية والرحيمية.
عندما نضع أيدينا على أيّة آية فبعد الانتهاء من مرحلة التفسير والإيضاح ستتجلى لنا الملامح التربوية للآية في كل أفق من آفاق الحياة؛ لأن القرآن موضوعه الإنسان.
عن عليٍّ (عليه السلام): “ما جالس هذا القرآنَ أحدٌ إلَّا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى أو نقصان من عمى” [*]. حالة تربوية بامتياز.
♦ مثال آخر: الأحرف المقطعة؛
كل وجه ذُكِر في تفسيرها يُعطي بعدًا تربويًا، فعلى سبيل المثال: بعضهم قال إنها تمثل أسرارًا بين الله ورسوله (ص).
ما هو البعد التربوي؟
إنها تريد أن توجد حالًا من التسليم بأن الله عنده أمور لا ينبغي لأحد أن يطلع عليها غير رسوله (ص).
بعض المفسرين يرى أنها تمثل أسماء الله العظمى، وتدل على أن تركيبها بنحو خاص يعطي الاسم الأعظم، وهذا يعطي بعدًا عشقيًّا وعرفانيًّا.
فبَعد التفسير لابد أن نتأمل في ما تريد الآية أن تترجمه في واقعنا، وإلا فلا فائدة من تلك التلاوة ما لم تكن للقرآن حركة في واقعنا، كما يقول الإمام علي (ع): “الله الله في القرآن، لا يسبقكم بالعمل به غيركم”.
جميع الحقوق محفوطة لـ جمعية اقرأ لعلوم القرآن