بقلم: السيد هاشم الموسوي
يبدو أن العنوان غريب بعض الشيء، فلم نتعود أن نسمع لفظ القرآن مقترناً بشوال، ولا خصوصية لشهر شوال على غيره من الأشهر من حيث علاقة الإنسان بالقرآن سوى أنه الشهر الذي يلي شهر رمضان مباشرة، فيمكن لنا أن نتوقف فيه ملياً لنعرف مدى قوة علاقتنا بالقرآن مع انقضاء شهر رمضان.
أرسل لي أحد الأحبة رسالة هاتفية يقول فيها انقضى شهر القرآن وأتت شهور الهجران، مع بداية أيام شوال ينبغي علينا أن نتساءل عن البرنامج اليومي مع القرآن وهل سنفتحه أم لا في هذا الشهر، فإن فتحناه وتعلقنا به في سلوكنا وأعمالنا وقرأناه وتدبرنا فيه وعشنا أجواءه فقد استوعبنا الدرس الذي أعطانا إياه شهر رمضان، انقضت تلك الأجواء المفعمة بالرحمة والذكر، والكل يقرأ القرآن في شهر رمضان، ولكن التميز يكمن في الاهتمام بالقرآن في شهر شوال، والمتميز في علاقته بالقرآن هو من يقرأه في شهر شوال، حين يغلق المغلقون مصاحفهم ويعلقونها على الرفوف، ويودعونها على أمل استقبالها في العام القادم.
أما على مستوى المؤسسات القرآنية فمن الضروري إشاعة الأجواء القرآنية من خلال دروس التفسير أو أمسيات التلاوة وما شابه ذلك في شهر شوال، نحتاج إلى أمسية شوالية ولو واحدة مقابل عشرات الأمسيات القرآنية الرمضانية، حتى لا يغيب القرآن عن مشهد حياتنا.
والمؤسسات تستطيع ترتيب برامج لمن لا يوفق لبرنامج فردي وهنا أحب أن أثني وأشكر القائمين على برنامج القراءة اليومية في عدة مساجد بعد الصلاة – ومسجد مؤمن وجمعية العاصمة لهما الريادة في هذا المجال – لأن هذا البرنامج يوفر فرصة لإقامة علاقة مع القرآن لمن لا يوفق لها بشكل فردي.
تخصيص وقت للقرآن قراءة وتفسيراً وتدبراً وسماعاً من أقل ما يمكن أن نقدمه لأنفسنا، ولو وفقنا في ذلك فلن يحرمنا الله تعالى من بركات كتابه العزيز الذي يشفع لمن يقرأه يوم القيامة – القراءة الواعية الصادقة – بالإضافة إلى الكثير من الفوائد الدنيوية والثواب الأخروي والذي يعرفه الجميع.
نسأل الله أن يكتبنا من الذاكرين والشاكرين وأن لا يجعلنا من الغافلين المبعدين.
جميع الحقوق محفوطة لـ جمعية اقرأ لعلوم القرآن